احتضنت العاصمة الإماراتية أبوظبي، الاثنين 26 فبراير 2024 حفل تكريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار في دورتها السادسة عشرة، تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، والإشراف الفعلي للشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وبحضور الدكتورة آمنة بنت عبد الضحاك وزيرة التغير المناخي والبيئة، والدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، الممثل الإقليمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا (FAO-RNE).

وكرم الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بدورتها السادسة عشرة 2024 وذلك على النحو التالي: عن فئة البحوث والدراسات المتميزة والتكنولوجيا الحديثة الفائزين مناصفة بين كل من: الدكتور خالد بن الهادي المصمودي من جامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور عز الدين جاد الله حسين أحمد من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي من جمهورية مصر العربية، وعن فئة المشاريع التنموية والانتاجية الرائدة الفائزين مناصفة بين كل من: الدكتورة ليم سوي هوا ايرين من كليات التقنية العليا – أبوظبي، وشركة افريقيا العضوية من المملكة المغربية، وعن فئة الابتكارات الرائدة والمتطورة لخدمة القطاع الزراعي الفائزين مناصفة بين كل من: الدكتور يعرب قحطان عبد الرحمن الدوري – جامعة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وشركة فالوريزين، مركز البحوث والابتكار من جمهورية مصر العربية، وعن فئة الشخصية المتميزة في مجال النخيل والتمر والابتكار الزراعي الفائزين مناصفة بين كل من: الدكتور رمزي عبد الرحيم دسوقي أبوعيانة من المملكة العربية السعودية، الدكتور إبراهيم جدوع عليوي الجبوري من جمهورية العراق.

وكرم الشيخ نهيان مبارك آل نهيان سفراء دولة الإمارات العربية المتحدة، في الدول التي تستضيف مهرجانات التمور الدولية التي تنظمها الأمانة العامة للجائزة بالتعاون مع الوزارات المختصة في الدول المنتجة للتمور كما جرى تكريم وزير الزراعة بالمملكة الأردنية الهاشمية، والمرحوم الدكتور عبد الجبار البكر من جمهورية العراق.

و أعلن الشيخ نهيان خلال حفل التكريم عن انطلاق فعاليات مؤتمر وزراء الزراعة في الدول المنتجة والمصنعة للتمور الذي تنظمه الأمانة العامة للجائزة بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وتستمر فعاليات المؤتمر على مدى يومي 26 و 27 فبراير 2024 لمتابعة وتقييم مخرجات مشروع الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء.

و شمل حفل التكريم عرض فيلم يستعرض إنجازات الجائزة خلال سبعة عشر عاماً في قطاع نخيل التمر (2007 – 2024) حيث عملت الجائزة على تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع التنموية التي من شأنها تعزيز الأمن الغذائي.

وعرف الحفل التوقيع على ست مذكرات تفاهم مع عدد من وزراء الزراعة ومدراء المنظمات الدولية في عدد من الدول بهدف تعزيز التعاون بين الأمانة العامة للجائزة والمنظمات الإقليمية والدولية بما يساهم في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي على المستوى الوطني والعربي والدولي.

يُذكر أن حفل الافتتاح عرف حضور أكثر من 15 وزيراً ووكيلاً للزراعة من الدول المنتجة للتمور، و 06 مدراء ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب حضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بالإمارات وصل الى 62 سفير من السلك الدبلوماسي منهم 45 من السلك الأجنبي و 22 من السلك العربي، وأعضاء مجلس الأمناء، والفائزين والمكرمين بالجائزة وحشد كبير من المختصين والمهتمين بزراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي.

أعلن الاربعاء 4 يناير الجاري في العاصمة السعودية الرياض عن أسماء المتوجين بـ جوائز الملك فيصل لعام 2023 ، ويحملون جنسيات المغرب وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية.

وفاز بجائزة الدراسات الاسلامية لهذا العام كل من: الدكتور تشوي يونج كيل -حامد من كوريا الجنوبية والشيخ السفير ناصر بن عبدالله الزعابي، من الإمارات العربية المتحدة.

ويعود فوز الدكتور حامد تشوي بالجائزة بفضل ترجمته لعدد كبير من الكتب الإسلامية المتميزة بالجودة والدقة والوضوح، وسلامة اللغة ورصانة الأسلوب، التي أسهمت في نقل المعرفة عن أجزاء مهمة من الثقافة الإسلامية إلى مجتمعات الشرق الأقصى، وبالتحديد إلى الشعوب المتحدثة باللغة الكورية؛ ومن هذه الكتب ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية بتكليف من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وكتب أخرى منها: الأربعون النووية، ورياض الصالحين، ومختصر صحيح البخاري، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، وكتاب النبي محمد، وكتب أخرى تعنى بتعليم الكوريين اللغة العربية، تدرس في عدد من الجامعات الكورية، بالإضافة إلى جهوده الدعوية، المتمثلة في إلقاء العديد من الدروس والمحاضرات، وتنظيم الدورات للتعريف بالإسلام والدعوة إليه، وتدريسه اللغة العربية والعلوم الإسلامية في جامعتي ميونجي، وهانكوك للدراسات الأجنبية.

ويرجع فوز الشيخ السفير الزعابي إلى جهوده في العمل الخيري والإغاثي من خلال عضويته في عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية وتنظيمه وحضوره المؤتمرات والمنتديات والندوات ذات العلاقة بالعمل الخيري، وكان من ثمرة ذلك بناء عدد من المراكز الإسلامية، والمدارس، ومراكز التدريب، والمستشفيات، والمستوصفات، ورعاية آلاف الأيتام، وحفر مئات الآبار الإرتوازية، وإقامة عدد من السدود، والمشروعات الزراعية، ودعم كثير من المحتاجين في أفريقيا.

ومنحت جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية، لهذا العام في موضوع “العمارة الإسلامية” للأستاذ في جامعة إدنبرة في إسكتلندا الدكتور روبرت هيلينبراند، البريطاني الجنسية، وقد منح الجائزة لمبررات منها: تميز أعماله بالشمولية الواسعة جغرافيًا وزمنيًا، حيث غطت شمال أفريقيا، ومصر، وفلسطين، ووسط آسيا، وامتدت من مراحل الإسلام الأولى حتى القرن التاسع عشر الميلادي، واستخدامه منهجية متميزة لدراسة العمارة الإسلامية، مصنفة حسب الشكل، والوظيفة، والمعنى، واتسام إنتاجه العلمي بالدقة، والتحليل، والمقارنة، ولذا يعد إضافة كبيرة، ومرجعية أساسية في مجال العمارة الإسلامية.

أما “جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب”، وموضوعها “السرد العربي القديم والنظريات الحديثة”، فقد فاز بها الأستاذ في جامعة محمد الخامس في الرباط الدكتور عبد الفتاح كيليطو، المغربي الجنسية، وقد منح الجائزة لمبررات منها: براعته في تأويل الأعمال السردية العربية القديمة بدراسات مكثفة أحاطت بها في شتى أنواعها، تمثله المناهج النقدية الحديثة تمثلاً إيجابياً، وعمله على تكييفها بما يناسب رؤيته التي اتصفت بالجدّة والطرافة، والإبداع، وبها ارتاد مناطق في السرد العربي القديم لم يلتفت إليها أحد قبله، وكذلك تميزه بالقدرة على تقديم السرد العربي للقارئ العام بأسلوب واضح ودقيق.

فيما حصد “جائزة الملك فيصل للطب”، وموضوعها “الأوبئة وتطوير اللقاحات”، بالاشتراك كل من الأستاذ في جامعة هارفارد في أمريكا الدكتور دان هون بوروك، الأمريكي الجنسية، والأستاذة في جامعة أكسفورد في بريطانيا الدكتورة ساره كاثرين غيلبيرت، البريطانية الجنسية، حيث قدما إسهامات كبيرة في دراسة وتطوير اللقاحات التي تعتبر بالغة الأهمية للسيطرة على الأوبئة في الحاضر والمستقبل.

وقد منح الدكتور دان هون بوروك، الجائزة لمبررات منها: إسهامه الرئيس في فهمنا لعلم المناعة والتسبب في العدوى الفيروسية، وتطويره لقاحات وإستراتيجيات علاجية جديدة ضد الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض المتعددة، المنتشرة عالمياً، بما في ذلك فيروس نقص المناعة المكتسبة، وفيروس زيكا، وجرثومة السِل، ومؤخرا كوفيد-19.

أما الدكتورة غيلبيرت فقد منحت الجائزة لتطويرها تقنيات لقاح مبتكرة، وتطبيقها على الملاريا، والإيبولا، والإنفلونزا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ومؤخراً كوفيد-19، وقد حقق هذا اللقاح الأخير توزيعًا جغرافيًا واسعًا نظرًا لفعاليته وتكلفته المنخفضة، مما جعله في متناول مليارات الأشخاص. وبذلك تكون قد أسهمت بشكل كبير في المساواة في توفير اللقاحات في جميع أنحاء العالم.

وأخيراً “جائزة الملك فيصل للعلوم” وموضعها “الكيمياء”، وحصدها بالاشتراك كل من الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في أمريكا الدكتورة جاكي يي-رو ينغ، الأمريكية الجنسية، والأستاذ في جامعة نورث ويسترن في أمريكا الدكتور تشاد ألكساندر ميركن، الأمريكي الجنسية.

وقد منحت الدكتورة جاكي ينغ الجائزة نظراً لإسهاماتها في تصنيع المواد النانوية المتقدمة والأنظمة والتطبيقات، في التحفيز وتحويل الطاقة والطب الحيوي، وريادتها في تصنيع أكاسيد المعادن الانتقالية المسامية والصغيرة التي يسهل اختراقها عن طريق القوالب فوق الجزيئية، بالإضافة إلى جهودها في تطوير الكثير من المجالات العلمية، وبصورة خاصة في مجال الطب، حيث قامت بتطوير جسيمات نانوية بوليمرية تستجيب للمنبهات، وتسمح بإيصال الأنسولين لمرضى السكري، دون الحاجة إلى مراقبة خارجية لسكر الدم، وكذلك نجاحها في مواءمة تقنية النانو والطب التقني.

أما الدكتور ميركن فقد منح الجائزة نظير جهوده البارزة في تقديم مفهوم الجسيمات النانوية من الذرات والحمض النووي لتكوّن روابط لإنشاء وتصميم المواد العيانية الوظيفية البلورية. وقد ساعدت هذه الإسهامات كثيراً في إثراء مجموعة أدوات الكيمياء والمواد، وتحديد العصر الحديث لتقنية النانو، وإسهامه في تأسيس مجالات جديدة في الكيمياء وعلم المواد، حيث قدم طرقًا جديدة للتفكير في البرمجة الكيميائية لتشكيل المادة، من خلال نموذج الاتصال التكميلي الخاص به.

كما أعاد الدكتور صياغة قواعد التصميم الأساسية التي سمحت ببناء مئات الأنواع المختلفة من البلورات، حيث يمكن استخدام هذه الأنواع الضخمة من البلورات لتصميم وتوليف وفحص وتحديد البنى النانوية الجديدة مع أي خصائص كيميائية، أو فيزيائية مرغوبة، بالإضافة إلى اكتشافاته في مجالات عديدة منها التشخيص الطبي والعلاج، بينما يعد حمض النواة الكروي الذي صممه أساساً للعديد من الهياكل العلاجية الرائدة في التجارب السريرية البشرية، مما يوفر علاجات لتحسين الحياة ضد العديد من الأمراض.

وقدمت الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل التهنئة للفائزين، مقدمةً شكرها لأعضاء لجان الاختيار والخبراء والمحكمين على ما قاموا بـه من جهد كبير، ولكل من تعاون معها من المنظمات والجامعات والمؤسسات العلمية بالترشيح.